إنّه فنٌّ رائع يحتاج إلى الحبّ والرغبة والممارسة والصبر ، المقرونة بالموهبة ، ولا ريب أنّ له تأثيراته على شخصيّة الموهوب فيه ; لأ نّه يشتمل على الجمال والرسم والدقّة والقانون والقدرة والتخصّص والعشق والروح ، فالخطّاط يسمع الحرف الذي يحاكيه ، وينظره كما هو ينظر إليه ، إنّه ينبض بالحركة ، هذا ما يجده فنّان الخطّ.
كما وجدت في «الفكر النقدي» ـ مثلاً ـ محاكاةً لأفكاري وانسجاماً كبيراً معها ، حيث أرى فيه «الرقابة المعرفيّة» التي تسعى إلى منع الخطأ والانحراف وتماحك الاستعراضيّات وتنبذ القشريّة وتنتصر للأصالة والجوهر وكلّ ما يتّصف بالعمق والتحليل والمقارنة والبحث والاستدلال والاستقراء. وبالطبع فإنّ المقصود من «الرقابة المعرفيّة» الرقابة العلميّة المنهجيّة كما هو ظاهر العنوان.
وهكذا أيضاً عثرت على ضالّتي في البحوث العلميّة والفكريّة والمعرفيّة التي تجعلني استشعر الحاجة نتيجة جهلي وضعفي ، فاُحاول ردم الهوّة وكسر الفجوة التي جعلت منّي إنساناً جاهلاً ضعيفاً.
وأرغب ألاّ أتخلّف عن ركب الحاضر في مختلف شؤون حياتي ، مشترطاً على ذاتي الحفاظ على الاُصول والمبادئ التي أعتقد بها.
أرفض الصنميّة والببغائيّة والحربائيّة والتزلفيّة وذلّ التبعيّة وكلّ ما يصادر عزّ الشخصيّة والكرامة الإنسانيّة ، كما أرفض الاستبداد ومصادرة الحرّيّات المشروعة.