والظلم والجور والصفات الرذيلة ، وتفتح آفاقاً نحو العدالة والحرّيّة والأمن والسلام والازدهار.
من هنا والألم يعصر القلب والفؤاد ، ويقلق بشأنه الذهن والأفكار ، لا يسعني ـ بصفتي إنسانٌ لا غير ـ سوى أن أفصح عن تبتّل وابتهال بكشف الغمّة عن هذه الاُمّة التي تعاني حالياً أزمةً خطيرة إثر الأحداث المؤسفة الأخيرة ، ولا شأن لي بالسياسة وتفاصيلها رغم البدايات الدراسيّة التي كنت فيها هاوياً متابعاً للأحداث والوقائع والتحليلات الخبريّة ، إنّما الذي يهمّني النتائج والعواقب والانعكاسات السلبيّة لهذه الأزمة على واقع الانتماء الديني والثقافي وما تحدثه من هوّة عميقة وفجوة رهيبة وشرخ عظيم لا يمكن جسره بيسر وسهولة ، وإذا ما بلغت الاُمور كسر العظم فلا ينفع حينها أيّ شيء وتبتلي الاُمّة ببلاء لا تحمد رواشحه.
ومن الطبيعي أن يلتئم عقلاء القوم وأقطابهم فوراً ليجدوا حلاًّ لهذا المأزق المخيف ، عبر الطرق والوسائل السلميّة بلا ترويع وترهيب وتهديد ، والتشبّث بالحلول الوسطى التي ترضي الجميع ، الأمر الذي يفوّت الفرصة على البغاة والدخلاء وذوي الأغراض الدنيئة. ولا شكّ أنّ الخشونة والشدّة والاستبداد تفسد للودّ قضيّة. ولا زالت الفرصة سانحة كي تعود الاُمور إلى مجاريها وإلاّ فالضرر يلحق الجميع بلا استثناء ، والحكمة والتدبير تستدعي الوقوف على مسافة واحدة من الكلّ ، الكلّ الذي يعتقد بخير الناس وصلاح الاُمّة ، والعمل بأرقى مستوى الجذب