العمر بتحديد الكرّ وحجمه ومائه ... ولا نصرف القليل منه لفهم النصّ واستنطاقه.
أمّا «صدر المجلس» و «الصنميّة» و «الببغائيّة» و «الحربائيّة» و «السلطويّة» و «التزلفيّة» ... فهي من أبرز مفاخر المفاهيم المقلوبة والمبادئ المزيّفة والقيم التافهة!!
أين الجمال يا ترى ، ما هو الجمال يا ترى؟! اختلطت الألفاظ والمعاني وضاعت بين زحمة التأويل وطغيان اللازم والملزوم ... أيّ جمال تريد وأيّ مقصود تروم ، لقد غاروا عليه ولم يبقوا منه إلاّ القشر والإطار ، اغتالوا منه العمق والأصل والجوهر.
فيا بلسم الجراح ومراد العشّاق ، يا مزيل العناء عن جباه المحرومين ، يا أمل المظلومين ، يا مذلّ التفاهات والقشور والشعارات الخاويات ، يا معزّ الجوهر والاُصول الساميات ... إليك أبثّ الشكوى وأنت الذي قلت : «إنّا غير ناسين لذكركم ولا مهملين لمراعاتكم ولولا ذلك لمسّتكم اللأوى واصطلمتكم الأعداء».
شخصك القدسي المبارك أعلم بأعدائنا منّا ، ونحن لا نعلم منهم سوى المعاني التي تحتملها عقولنا المحدودة ، هذه العقول إن عقلت حقّاً فهي بفضل أنواركم أنتم ، وسائط الفيض الإلهي الكريم ، بكم أدركت وفهمت وعانت وأ نّت وتلذّذت حلاوة المعرفة حين غاصت في الأعماق وغرست في الحنايا اُسّ القيم والمبادئ المقدّسة.