وصروحاً ما كان يحسب يوماً أنّها ستضطرب أو تزول.
لا مجال للندم ، بل هنا تساؤل كبير يقود إلى سلسلة استفهامات قد لا تنتهي سريعاً ; فإنّنا ضمن آفاق الانتماء الديني والأخلاقي بأرقى صوره وأشكاله وأرقامه وإذ بنا نطرح إشكاليّة افتقار الأمان وتزلزل الطمأنينة! ممّا يعني وضع المصداقيّة برمّتها على المحكّ ، فإذا ما أفِلت القيم والمبادئ والأخلاق المعهودة عن هذه الآفاق فقد أفل حضور الدين ، وبذلك تطفح القيم والمبادئ والأخلاق المناوئة ، فتهتزّ الثقة من جذورها .. أمّا الأفكار المراقبة الراصدة فلا تقعد عاطلةً ، بل تشتغل لتولّد وتنتج نتاجاً لا يغفل شيئاً ممّا ذكر وأكثر ، وليس بالإمكان آنَها الوقوف بوجه العطاء الفكري المعرفي الثقافي الذي ينبذ الانحراف ويدعو للعودة إلى الاُصول والمبادئ التي تحفظ للدين اعتباره ومنزلته وسمعته ، ممّا يعني أنّ التمسّك بالمظاهر والقشور لا يمكن أن يدوم طويلاً ، إنّما الجوهر هو المعين الذي لا ينضب والضياء الدي لا يعرف الاُفول أبداً.
لا أدري ، قد يكون كلّ وحد منّا مرشّحاً عمليّاً ومصداقاً جليّاً لذلك الذي بذل حشاشة العمر وغاية السعي وما توفّر له من الإمكانيّات على طبق الإخلاص والحبّ لكنّه لم يحصد ـ بعد سنين طوال من العطاء ـ إلاّ فقدان الأمان وتزلزل الاطمئنان وخيبة الأمل ممزوجة بالآلام ومرارة المعاناة .. دون أدنى ندم بالطبع ; كونها جهوداً ساهمت في إعلاء راية الدين والقيم الحقّة عاليةً خفّاقة.