في الاتّصاف بالعناوين الشاذّة الذميمة ، ولاسيّما أنّ الأصل في أعمال الإنسان الصحّة والسلامة والبراءة والنقاء.
إنّما رحلة المتاعب تبدأ لمّا يُفترَض الحفاظ على سجلّ الروح الأبيض الخالي من الشوائب والأدران ، ففي المواضع التي ينبغي بها الإقدام يأتي الترك وفي المواضع التي ينبغي بها الترك يأتي الإقدام .. والاستصغار والاحتقار اللذان يؤلمان ويجرحان العزّ والنفس والكرامة يولدان باستصغار واحتقار دنايا الذنوب وقصارها ، وتكبر الخطايا بمقدار ما تكبر معها اللاّمبالاة ، والإنسان عقلٌ وعينٌ وسمعٌ ولمسٌ وحسٌّ ومشاعر ، يراقب ويلتقط ويصوّر ويحفظ ويحلّل ويستنسخ ويقارن ويرجع ويبعثر ويحفر ويستقرئ ويستنتج ، وغالباً ما تكون النتائج تابعة لأخسّ المقدّمات كما يقول المنطقيّون ، فإن كانت خيراً فخيراً ، وإلاّ فالشرّ لا محالة حاصل وقادم ومستقرّ ، وأخطره ما يعلق في الحنايا ويقبع في الأعماق ، فإنّها المصيبة الكأداء التي تدمّر وتسحق وتخلط كلّ قوانين العقل والمنطق والعرف ; إذ تضرب أصل الإنسان وتستهدف الصميم ، تصادر الفطرة وتهدم أسوار الصحّة والسلامة والبراءة والنقاء.
في خضمّ أمواج التيه والضياع تبحث الروح الخيّرة ـ أو التي تنشد الخير ـ عن كهف وملجأ وملاذ لتصون وتحافظ أو لتهتدي وتؤوب ، ممّا يعني أنّها تبحث عن الحقيقة ، فتركب الوسائط التي توصلها برّ الأمان وشاطئ الاطمئنان ، ترتمي في أحضان من ترى أنّهم المحاور والأقطاب وسبل الهداية ، فمرّة تخطئ واُخرى تصيب ، فإن أصابت فلا تجد في ذلك