مايدعو إلى العجب والاستغراب كونها استقرأت وتفحّصت ونالت المقصد ; إلاّ أنّ فاجعة الخطأ في إصابة الهدف تكلّفها الكثير ; إذ تجد في من آمنت به معبراً إلى الخير والفلاح سوى أخاديد من الضلال والضياع والانحراف ، مصداق الخذلان وتمام البعد عن الأصل والجوهر.
ومن الطبيعي أن تمتلك الذات الطامحة ـ التي مازالت تبحث عن مخرج ـ رغبة عارمة في المواصلة والمثابرة لبلوغ الحقيقة ، فلا يصيبها القنوط واليأس والتراجع ، بل نجدها أكثر عزماً وحزماً ، وقد يستدعي الأمر تقديم خسائر مختلفة ، فلربما أخرجت من قوائم حساباتها عناصر العشرة الواسعة والرفقة الطويلة والصحبة المديدة إثر تلك الفاجعة والانتكاسة المعهودة ، فاجعة الانتخاب الخاطئ وانتكاسته الأليمة فترتمي في أحضان العزلة والوحدة كردّ فعل أوّلي على ذلك ، ولا شكّ أنّ الروح تعاني بذلك الغربة والوحدة والفراق معاناةً مرّة مؤلمة ، وإن هانت فإنّها تهون إزاء ما فعلته العشرة والرفقة والصحبة من خذلان وتثبيط وتحبيط لا يمكن معه التجاوز والنسيان.
إنّ عناصر الموضوع الأساسيّة تفتح اُفقاً حيويّاً نحو فضاءات من الحوار أو الصدام تقود إلى اكتشاف نقاط الضعف والخلل ، الأمر الذي يعدّ بحدّ ذاته فتحاً كبيراً ; فالوقوف على اُسّ المشكل يكوّن الانطلاقة الصحيحة تجاه إنهائه وإزالته طرّاً ، وهذه كبرى منطقيّة عقليّة تجد في موردنا مصداقاً صغرويّاً قابلاً للانطباق والتطبيق.