شرعيّة ووضعيّة ، واجبات ومحرّمات ، مستحبّات ومكروهات ومباحات ... تعتمد الدليل ـ قَوِيَ أو ضَعُفَ ـ في التأسيس.
ويجب علينا ـ كحدٍّ أدنى ـ الالتزام بما أراده الدين منّا كلٌّ حسب انتمائه المذهبي ، بل حتى في الإطار المذهبي حينما يزاول المكلّف ما أمر به الدين ترى الاختلاف موجوداً في كيفيّة التعامل مع قوانينه وأحكامه ومفاهيمه.
واُركّز بحثي على «فريضة الصوم» كمصداق لاختلاف النفوس والأفراد في ممارستها ، قد يسري مثالها على سائر الأحكام والقوانين أيضاً.
الصيام فريضةٌ أوجبها الله تعالى على المسلمين في شهر رمضان المبارك بنصّ القرآن الصريح ، إلاّ من كان مريضاً أو على سفر فعدّة من أيّام اُخر ، فالله تبارك وتعالى يريد بعباده اليسر ولا يريد بهم العسر ; لذا بات واجباً على كلّ إنسان مسلم صومُ شهر رمضان بأكمله.
وبحلول شهر رمضان المبارك تتغيّر مظاهر الحياة وبرامجها لدى المسلمين وتخرج من منطقها الروتيني المعتاد ; حيث الامتناع عن الأكل والشرب والإمساك عن كلّ المحرّمات المادّيّة والمعنويّة من أذان الصبح حتى أذان المغرب ، فتسنح الفرصة العباديّة المناسبة كي يوثّق المسلم ارتباطه بخالقه وقيمه ومبادئه ، وبالصيام يتذكّر معاناة الفقراء والمساكين والمحتاجين مثلما يتذكّر جوع وعطش الآخرة ، فيعمل على تهذيب