النفس وتحصينها من الذنوب والآثام كي يلقى الإله قرير العين مطمئنّ النفس.
إنّنا إزاء القانون والأحكام متفاوتون من جهة كيفيّة التعامل معها والإفادة منها ، والذين يخضعون لها أيضاً متفاوتون فيها ، ففي المسألة تفصيلٌ لا يمكن التغافل عنه ; فمنّا من يعمل بها عملاً ميكانيكيّاً صرفاً ، ومنّا من يفكّر بمقدار النفع والضرر منها .. أمّا الذي جعل منهج المراجعة والتحليل والاستقراء والمقارنة والاستنطاق طريقه في التعامل مع القوانين والأحكام عموماً ، والإلهيّة خصوصاً ، فإنّه لا شكّ ينوي بناءً علميّاً معرفيّاً ، بناء الذات التي تروم الحقيقة والكمال الإنساني.
إنّ تطبيق القوانين الإلهيّة بقدر ما هو خضوع لإرادة الباري سبحانه وتعالى فإنّه منشأ العزّة والكرامة والسموّ الإنساني ، هكذا يتعامل الفرد المؤمن ، منهجاً ومعرفةً ، كي ينال المطلوب.
فالصيام قانون وحكم إلهي وتطبيقه يمنح الإنسان الإرادة والأناة والتحمّل ... هذه الخصائص والمزايا والصفات هي التي توفّر له غطاءً قويّاً وسدّاً منيعاً إزاء ما قد يعرّضه للبلاء وفتنة المظاهر والمغريات ، التي لا شكّ أنّها تنافي العزّة والكرامة والسموّ الإنساني.
إنّ الإنسان الذي جعل من الصيام أداةً لغرس القيم والمبادئ من عمق العقل والمشاعر لن يخضع لأساليب الابتزاز والاستبداد والمصادرة والانحراف ، فإذا ما قويت البذرة وصلب العود أورقت الأغصان وأينعت