الثمار وانتشر الخير وعمّت البركة وانحسر الشرّ وتراجع القفر والجدب.
والإنسان مخيّر بعقله وأحاسيسه أيّ النجدين يسلك ، إنّها حرّيّة الانتخاب التي منحها الباري عزّوجلّ لعباده ، كي يستفيدوا من مختلف الأدوات المتاحة استفادةً منهجيّةً معرفيّةً حتى يكون الإيمان إيماناً عن بيّنة ، والكفر كفراً لا حجّة ولا إعذار معه.
ووقوع الاختيار على «فريضة الصيام» كمصداق للبحث ، ليس لسبب خاصّ ، إنّما للفضاء الذي يحدثه شهر رمضان في مجتمعنا الإسلامي من تبدّل وتحوّل في شتّى مجالات الحياة الماديّة والمعنويّة والاجتماعيّة والثقافيّة ... وتلعب الذكريات وأيّام الطفولة دوراً هامّاً في حفظ هذا الشهر الكريم على شريط التاريخ الشخصي لكلّ فرد مسلم حفظاً خاصّاً ، فأنا المسلم لست أنسى جلسات السحر والسحور والدعاء والصلاة وقراءة القرآن ثم تحمّل الجوع والعطش والامتناع عن كلّ المحرّمات المادّيّة والمعنويّة التي ذكرت في الكتب والرسائل العمليّة لمراجعنا نحن أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وفرحة الإفطار والجلوس الجماعي على سفرة رمضان الكريم والبرامج الليليّة ، هذا الشهر الذي يكون النوم فيه عبادة والأنفاس تسبيحاً ، بركاته المتواصلة التي تشعر الإنسان بحلاوة الإيمان والانقطاع إلى الله تبارك وتعالى. أمّا فرحة العيد فإنّها لا توصف والحديث عنها يطول.
والواضح أنّ أحكام الدين مكلّف بها الإنسان ولابدّ من امتثالها ، لكنّ