كلّ «أنا» هي واحدةٌ لا غير ، «أنا» التي تعقل وتشعر وتحسّ ، حالها حال كلّ «أنا» سواها.
بناءً على ذلك : بِمَ اُفكّر أنا ، ماذا اُريد أنا؟ علماً بعدم إمكان استبدال الأنا العائدة لي بأنا الغير ، ولا أستطيع أن أحلّ محلّها في التفكير والإحساس والشعور ; وفرقٌ بين إدراكي ومشاطرتي وتفهّمي لفكر وأحاسيس الغير ، وبين حلولي محلّ الغير في التفكير والإحساس أو استبدالي لأناه بأناي ; فلكلّ إنسان عقل وأحاسيس منحصرة به فقط كما هي بصمات الأصابع والعين ونظائرهما.
انطلاقاً من ذلك أعود ثانيةً فاُكرّر : بِمَ اُفكّر أنا ، ماذا اُريد أنا؟ لا شكّ حينئذ أنّ الإجابة ستكون تعبيراً عن مكنونات ذاتيّة مكوّناتها جملة آراء وتصوّرات وطموحات وأحاسيس ومشاعر يخالطها الكثير من القضايا والمسائل التي تدور في أروقة العقل والقلب.
لا أدري قد أحمل في فضاءات العقل بعض ابتكارات وإبداعات واكتشافات ، وقد لا أحمل ذلك ، لا أدّعي شيئاً ، لكنّي كأيّ إنسان أنبعث من زاويتي ، هي الزاوية بما تحمل معها من انتماء وهويّة وثقافة وتاريخ ومتابعات وآلام ومعاناة وطموحات وآمال ومشاهدات ومواقف وأفكار وتجارب وخصائص.
ولا شكّ أنّ التناسب طردي بين نوعيّة الأداء ـ أعني به الجواب عن السؤال المطروح أعلاه ـ وبين طبيعة الثقافة والمعرفة والهويّة التي تعرّفني