واُعرَّف بها ، بما في ذلك مزايا الضبط والدقّة والإحاطة والاتّزان والموضوعيّة والعمق والتأثير والواقعيّة.
وقد يصعب عليّ الجواب بشفّافيّة تميط اللثام عن حقيقة ما اُفكّر به وماذا اُريد ، فإنّنا ـ نوعاً ـ نحتفظ بحقائق ما يدور في أعماق ذواتنا احتفاظاً محاطاً بحراسة مشدّدة مع مراعاة كافّة الجوانب الأمنيّة التي تحول دون الفجوات والثغرات وارتكاب الأخطاء ـ أعني الأمنيّة ـ فنحاول دوماً التمويه والمناورة لإغواء وإغفال الغير وإفشال مساعيه الرامية إلى كشف الحقيقة ; فكيف لي إذن كشفها على الورق الذي سيبقى ويكون وثيقةً وسنداً قد يستعمل كدليل إدانة ضدّي في يوم من الأيّام.
إلاّ أنّني سأقول الحقيقة يوماً ما عبر أيّة آليّة كانت ، الحقيقة ذاتها ، وربما ليس كلّ الحقيقة ، لكنّ الذي اُدوّنه اُريد له أن لا يخرج عن نطاق الحقيقة أبداً ، وسأبقى حريصاً على قول الحقيقة وإن لم تكن كلّ الحقيقة ; لأ نّني إن مُنعت ذاتيّاً أو خارجيّاً عن الإدلاء بالحقيقة فهذا لا يعني أنّني سأتوقّف بل سأستمرّ في بيان الحقيقة ولو بعضها ; فقول الحقيقة ولو ليست كاملةً أفضل من دثرها وطمسها ، بل وأفضل من قول غيرها.
نعم ، إنّما البحث في : كيف لي إصابة الحقيقة وأنا أسلك خلافها ، كيف لي فهم الحقيقة وأنا اُجافيها ، كيف لي قول الحقيقة وأنا أسمع غيرها ، كيف لي كتابة الحقيقة وأنا أقرأ غيرها ... لذا بات عليّ معرفة سبيل الحقيقة كي ألج فضاءها فأسمعها ثم أفهمها كي لا أقول ولا أكتب غيرها ..