أأشتاق إلى أيّام صباي وطفولتي وذاك بيتنا الجميل ، إلى مدرستي ورفاق صفّي ، إلى حارتي وصحبتي ، إلى مدينتي ، إلى بلدي ، إلى أُمّي وأبي وأهلي وعشيرتي ، إلى شريكة حياتي وأبنائي ، وفي شوقي هذا يمرّ كلّ شيء حلواً حتى المرير منه؟
وهل أنسى ـ مثلاً ـ مرارة أنّي كنت حزيناً خائفاً من غد لا أعرفه ولاسيّما أنّ البعض كان يُسمعُني ما يدلّ على يأسه من مستقبل مشرق لي .. تلك المرارة التي صنعتُ منها إصراراً في أعماقي وتحدّياً قاداني إلى الكفاح من أجل إزالة ذينك الحزن والخوف ، فاستطعت بحمده تعالى أن أنضمّ إلى من يشار لهم بغد أفضل؟ وهلمّ جرّا ...
يقولون : إنّ الحركة إلى الوراء إن كانت لتحليل الماضي والحفر فيه ثم الحركة الحاضرة إن كانت هي الاستقراء والقراءة الواعية والمقارنة فلا شكّ أنّ الحصيلة مثمرةٌ تنذر بآت مشرق.
كما قالوا : نشتاق إلى الماضي شوقاً نشحن به الحاضر لنشتاق إلى مستقبل أرقى ، شريطة أن يكون هذا الشوق شوقاً منهجيّاً ، فلا مندوحة إذن من تلاقي العقل والقلب ، كلٌّ يشدّ من عزم الآخر لتكون الثمرة حركة وخطوة معرفيّة إلى الإمام.
قيل : الشوق لغةً : نزاع النفس إلى الشيء ، والجمع أشواق ، والشَّوق : حركة الهوى ، والشُّوق : العُشّاق وشاقَني شَوقاً وشَوَّقَني : هاجني فتشوّقت