إذا هيّج شوقك ، ويقال منه : شاقني حُسْنُها وذِكْرُها يشُوقني أي هيّج شوقي (١).
قال التهانوي في كشّافه ص١٠٤٧ : حدّه ـ أي الشَّوق ـ عند أهل السلوك هيجانُ القلب عند ذكر المحبوب. وقال بعض أهل الرياضة : الشوق في قلب المُحبّ كالفتيلة في المصباح ، والعشق كالدهن في النار. وقال : عالَم الشوق جوهر المحبّة والعشقُ جسمُها.
قيل : مَن اشتاق إلى الله أنَسَ الله ومن أنِسَ طَرِبَ ، ومَن طَرِبَ وَصَل ، ومَن وصل اتّصل ، ومن اتّصل طوبى له وحسن مآب.
وسُئل أبو علي : ما الفرق بين الشوق والاشتياق؟ فقال : الشوق يسكن باللقاء ، والاشتياق لا يزول باللقاء بل يزيد ويتضاعف ، كذا في خلاصة السلوك.
وأورد في مجمع السلوك : الشوق هو أحد أحوال المحبّة ويحصل لدى المحبّ. وحدوث الشوق بعد المحبّة من المواهب الإلهيّة ، لا علاقة له بالكسب.
والشوق من المحبّة كالزهد من التوبة ، فمتى استقرّت التوبة يصبح الزهد ظاهراً ، وحين تتمكّن المحبّة يظهر الشوق.
يقول صدرالدين الشيرازي :
إنّ معنى الشوق هو طلب كمال ما هو حاصل بوجه ، فإنّ العادم
__________________
١. لسان العرب ، مادّة «شوق».