قال السهروردي في آداب المريدين (٢١ ، ١١) : الأحوال فإنّها معاملات القلوب ، وهو ما يحلّ بها من صغار الأذكار.
قال الجنيد : الحال نازلة تنزل بالقلب ولا تدوم ، فمن ذلك المراقبة وهو النظر بصفاء اليقين إلى المغيّبات. ثم القرب وهو جمع الهمّ بين يدي الله تعالى بالغيبة عمّا سواه. ثم المحبّة وهي موافقة المحبوب في محبوبه ومكروهه. ثم الرجاء وهو تصديق الحقّ في ما وعد. ثم الخوف وهو مطالعة القلب بسطوات الله ونقماته. ثم الحياء وهو حصر القلب عن الانبساط ; وذلك لأنّ القرب يقتضي هذه الأحوال. فمنهم من ينظر في حال قربه إلى عظمه وهيبته فيغلب عليه الخوف والحياء ، ومنهم من ينظر إلى لطف الله وقديم إحسانه فيغلب على قلبه المحبّة والرجاء. ثم الشوق وهو هَيَمان القلب عند ذكر المحبوب. ثم الاُنس وهو السكون إلى الله تعالى والاستعانة به في جميع الاُمور. ثم الطمأنينة وهي السكون تحت مجاري الأقدار. ثم اليقين وهو التصديق مع ارتفاع الشكّ. ثم المشاهدة وهي فصل بين رؤية اليقين ورؤية العيان لقوله (صلى الله عليه وآله) : «اعبد الله كأ نّك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك». وهو آخر الأحوال. ثم تكون فواتح ولوائح ومنائح تجفو العبارة عنها (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا) (١).
قال لسان الدين الخطيب في روضة التعريف بالحبّ الشريف (: ٦٣٩ ، ٣) :
__________________
١. سورة إبراهيم : ٣٤.