بحالك فينتشلك من حضيض ما أنت فيه إلى حيث يقرّك ويُهدي منك العقل والجنان.
لا ألوم إلاّ نفسي لمّا أوردتها هذا المورد وأقحمتها هذا الفضاء ليتشاركا في ما أنا به من الخيبة والحزن والهموم.
إنّما خيبتي إذ وجدت أنّ سوق العزّة والكرامة الإنسانيّة لا رونق فيه واُناسه قليلون ، فالغالب منهم قد اختاروا مهن التزلّف والنفاق والصنميّة والببغائيّة والذيليّة ... ففيها من الأرباح والمنافع ما يسيل معها اللعاب ، فلا ضير أن تركع الجباه ويجفّ ماء الوجوه ، ويصادَر الكبرياء ، وتُنتهَك القيم والمبادئ ... مادامت النفوس طيّبة طربة بما يغدق عليها السلطان ويتصدّق!!
أنا أعلم أنّ الطريق الذي اخترته فيه كثير من الآلام والتضحيات والأضرار ، إلاّ أنّ ذاكرتي بقدر ما تسعفني أجدني أرفض الذلّ والخضوع بمختلف ألوانه وأدواته ، ولا اُساوم على شخصيّتي مهما تمكّنت ، وبقدر ما أحمل في قلبي وعقلي وحناياي من حبٍّ وإجلال واحترام للناس فإنّي أنتظر منهم المثل ولا أطلب المزيد ; أمّا أن تُختبَر كرامتي أو يزايَد عليها فلا يجدوني إلاّ ذلك المقاوم العنيد.
سأبقى بفكري وأحاسيسي وضميري رهين مبادئ لا أنفكّ عنها أبداً ، مفاهيم ومعاني لا ترتضي لي الذلّ والخنوع ، وتشحذ بي همّة الشموخ الإنساني الرفيع ، فأنا عبد إله وربيب مدرسة ترفض فيّ الضعف والهوان