وتدعوني إلى حفظ الشأن وتدعيم التماسك الذاتي الديني ، ونحن إذ نخلّد رموزنا وأعلامنا إنّما نخلّد فيهم حفظ العزّة والشأن الإنساني والمبادئ الحقّة لا غير ، فلنا بهم ـ من هذا المنطلق ـ خير اُسوة وأرقى انموذج.
إنّما خيبتي أن وجدتُ في الناس الذين شغفت بحبّهم وذدتُ عنهم وعانيتُ لأجلهم وقطعتُ لهم ميثاق الوفاء محفوراً على صفحات القلب وأعماق الضمير ، وجدتهم حين وحدتي وغربتي وآلامي أبعد من الثريّا منالاً وأشدّ من الصخر قسوةً ومن الظبية خذلاناً. ينقل العطّار النيسابوري في تذكرة الأولياء عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) أنّه لمّا سُئل عن سبب اعتزاله الناس وهم بحاجة إليه شكى من الإخوان ... ثم أنشد (عليه السلام) هذين البيتين :
ذهب الوفاء ذهاب أمس الدابر |
|
والناس بين مخايل ومحارب |
يبدون بينهم المودّة والوفى |
|
وقلوبهم محشوّة بالعقارب |
إنّما خيبتي : أنّ الذي طالما كنت أخشاه وأخاف وقوعه قد حصل ، أن تمنح اُناساً صادق الحبّ والوفاء على طبق القيم والمبادئ الدينيّة التي تؤمن بها وتعمل لأجلها ، فلا ترى في اللحظات الحاسمة نفسك إلاّ وحيداً فريداً تتنازعك الآلام والأحزان من كلّ حدب وصوب.
اُناسٌ جعلتَ منهم ملاذاً وملجأً وكهفاً تأوي إليه كلّما عصفت بك نائبات الدهر وانهالت عليك الهموم وصبّت الدنيا غضبها ، وثقت بهم واطمأ نّت لهم الحنايا وهتف بهم العقل والقلب سيّا ، اُناسٌ ... «أسلموك