نقطة النضج الصوري الثبوتي ، إنّنا نعتقد بالتصديق والإثبات كونهما الفرصة الناجعة لبروز القيم والمبادئ كلاعب أساس في بناء الشخصيّة الفرديّة والجماعيّة ، القيم والمبادئ التي بإمكانها ـ عبر التأ لّق والاستمرار في الأداء تصاعديّاً ـ أن تتسامى وتغدو «حالة أبويّة» تنظّم وتنسّق وتشرف وتحسم وتفصل وتحكم وتقرّر ...
إذن الملاك والضابط منحصرٌ في ممارسة القيم والمبادئ السليمة بأدوات سليمة تحفظ لها البقاء والدوام والنموّ المضطرد ، ولا نعني بالنموّ المضطرد تشكيلَ تعارض مع القيم وأصالتها ; فالنموّ حركةٌ والقيم ثوابت ، فكيف تتلاءم الحركة مع الثابت؟ نعم ، تتلاءم بقراءة وفهم الثوابت فهماً متناغماً مع حاجة الظرف بلا أدنى قفز على هذه الاُصول والاُسس ، ولاسيّما أنّ كلّ الأفهام المنجزة إلى يومنا هذا تبقى في إطار النسبي إزاء المطلق ، أي هي ناقصة بنقص ما ، وهذا ما يفتح الاُفق دوماً لقراءات جديدة تضع الثابت دوماً في الصدارة من حيث تلبيته لحاجة الآن ، وهذا ما يجعله نابضاً حيويّاً متدفّقاً بالحركة والفاعليّة ، طريّاً في الطرح والممارسة والاستمرار والتأقلم والنمو ; ولا يمكنه أن يكون كذلك لو لا خصائصه ومميّزاته التي منحته عمقاً وتجّذراً ضارباً في أغوار الوجود البشري الفكري المعرفي.
لقد منح الله تبارك وتعالى الكون نظاماً دقيقاً قائماً على المعادلات والحسابات والمعايير العلميّة الصحيحة كما منح الإنسان كلّ الفرص المريحة السهلة التي تجعله يركب أجنحة الفلاح والهداية ليبلغ المقصد