نقول : تختلف الرؤى والمطامح باختلاف شخصيّة أصحابها ، فهناك من يمارس وظائفه فقط ولا تهمّه الأشياء الاُخر ، وهناك من لا يمارس وظائفه بالشكل الصحيح وتهمّه الأشياء الاُخر ، وثالثٌ يمارسها وتهمّه الأشياء الاُخر ، ورابع لا يمارسها ولا تهمّه الأشياء الاُخر ..
إنّ وجود هذه الثقافة ورواجها في أنظمتنا المعرفيّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة والسياسيّة يعني وجود اللوازم والتأثيرات التي تعدّ نتائج طبيعيّة لسريان كذا ثقافة وممارسات .. ومن هنا تنشأ اللبنة الاُولى للشرك والصنميّة ; فترى القلوب والعقول والحناجر في ذلك الرأس الصنم موضعَ طلب الحاجات ومحقّق الاُمنيات ودافع الصعاب والمشكلات وفاتح الآفاق نحو القفز والنموّ والازدهار.
ومنهم من يعبد الرأس الصنم عبادة عمليّة دون وعي وشعور ; باعتقاد أنّه الحكيم ، القوي ، المدبّر ، الذي لا يخطأ ، واجب الطاعة ومحرّم العصيان ; فيذود عنه ذوداً غريباً ، ولا يرى في أقواله وأفعاله وتقريراته إلاّ الصواب.
وهناك من يفعل هذه الاُمور ولكن بوعي وشعور ، ولا دافع له سوى تحقيق الطموحات والرغبات والوصول إلى مراتب النموّ والتطوّر والازدهار الدنيوي.
وثالث يرى في الرأس الصنم مجموعة من الممارسات الخاطئة ، لكنّه لا ينكر عليه جهوده ومساعيه في الميادين المختلفة.