ورابع لا تهمّه كلّ هذه الاُمور سوى أنّه ينجز وظائفه المحوّلة إليه.
وخامسٌ انتقاديٌّ بحت.
وسادسٌ تشاؤميٌّ لا يرى بصيص أمل ...
إنّ أخطر ما في هذه الطوائف تلك التي عبدته وصنّمته وجعلت منه ربّاً ، سواء بوعي منها أو بلا وعي ، فإنّها بؤرة التخلّف الأخلاقي الإيماني التي تنشر أضرارها ويستشري ضلالها كلّما تمادت في ممارساتها المذكورة ، فهي تغوي معها الآخرين وتعمل على ترسيخ ثقافة الانحراف والفساد ; بل تغوي الرأس الصنم أكثر فأكثر وتتركه يتهاون في فردانيّته وكبريائه وغروره فتنأى به رويداً رويداً عن القيم والمبادئ الأخلاقيّة والدينيّة الصحيحة ، فلمّا يكون الكلّ يسبّح ويحمد ويلهج باسمه فكيف لا يركبه الشيطان وتوسوس له نفسه بفعل ما لا يحقّ له فعله من المحظورات وترك الضرورات مادام الفضاء مهيّاً لذلك؟!
من رواشح ذلك القضاء : أنّ الكلّ ـ إلاّ ما ندر ـ في معرض الإهانة والحطّ من الكرامة والانتقاص والاتّهام والتشكيك. أمّا الرأس الصنم فمنزّه عن الخطأ ، فالذي ينال منه قيد أنملة فقد ارتكب إثماً وباء بغضب وسخط كبيرين ، فإن لم يستغفر ويتوب ويعلن الولاء باليمين المغلّظة فإنّه سينال حظّه الأوفر من العقاب الذي يختلف باختلاف الأفراد وطبيعة شخصيّاتهم.
ومن رواشحه أيضاً التدثّر بعباءة الدين والعقيدة ، ولاسيّما أنّ الجوهر