المنهج المقرّر عندهم.
أمّا تجربتي الاُخرى فأيضاً ـ إثر الضوابط والنظام الحاكم على الهيكل الإداري ـ لا ضمان ولا تأمين ، سوى ما يُتقاضى قبال الأعمال المنجزة ، يضاف إليها بعض الاُمور التي لا يمكن برمجة الحياة عليها. ولسنا منكرين بعض الخصائص والمزايا ، إنّما القضيّة هي نوعيّة مفادها افتقاد الضمان والاطمئنان والقلق من الآتي المجهول.
إنّ الجهد والسعي الحثيث والمواظبة الجادّة والإخلاص والحبّ والوفاء ، الاُمور التي تترك لمسات مؤثّرة على الأعمال العلميّة والتحقيقيّة لا يستطيع أيّ شخص إنكارها أو تغافلها أو حذفها.
إنّها دليلٌ حيّ وحجّة لا تقبل النقض على مدى العطاء الذي بُذِلَ ويُبْذَل من أجل قيم الدين والولاية والمبادئ الإنسانيّة ، ولا شكّ أنّ العلم هو أفضل سبيل لإرساء المفاهيم وترسيخها ونشرها ودونه سائر الأشياء طرّاً.
لا نقصد من فقدان الأمان والضمان معناه المتبادر إنّما نعني به الوقوف على الجهد المبذول والعطاء الموجود وقوفاً تحليليّاً يقود إلى ترتّب آثار أخلاقيّة واعتباريّة عمليّة لا ينكرها العقل ولا الشعور ، إلى شحذ الهمم من جديد نحو تقديم المزيد. وأشدّ ما نخشاه ألاّ نلمس أثراً لهذه الاُمور ، وأنّ خلافها هو المتحقّق فيُغمَض عن مساعي العمر.
إنّ الذي يثلج الصدور ويخفف المعاناة كون العطاء لم يعد متوقّفاً