على تجليل هذا واحترام ذاك ; فقد عمّ وانتشر وأفاد وذاع صيته وثبت فى صفحات التاريخ ، فلا يمكن لأيّ قدرة مصادرته أو حذفه والتقليل من شأنه.
هذا أحد طرفي المعادلة ، أمّا طرفها الآخر فهو أنا النوعي أيضاً ولكن بنحو آخر ; ففي الطرف الأوّل أنا الذي وقع عليّ انتفاء الأمان والضمان ، أي افتقدته ولم أجده عند من كنت أعتقد وجوده لديه ; وعلى هذا ففي الطرف الثاني سأجعل الآخر ـ كنتيجة طبيعيّة ـ يفتقد الأمان والضمان بي ، وهذا الآخر حاضرٌ في كلا القضيّتين مثلما أنا حاضرٌ في كليهما ولكن باختلاف الأدوار. فاذا ما طبّق برامجه التي تشكّل برادوكساً مع برامجي ، بات الاحتمال واسعاً بتطبيقي برامجي قباله ، ممّا قد يؤدّي إلى تصادم الرؤى والأفكار والممارسات. نعم ، يمكن العمل على نقاط الاشتراك تلافياً للأضرار التي ربما تحصل.
كلّ الذي ننشده : فضاءات قائمة على أساس الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك وحرّيّة إبداء الرأي والوقوف على الجهود المبذولة والعطاء الحاصل ، فضاءات قائمة بشكل حقيقي على القيم والمبادئ الدينيّة بجوهرها واُصولها السليمة الحقّة ، تراعى فيها الموازين الشرعيّة والمفاهيم الأخلاقيّة ، وتغلّب فيها الرغبة الجمعيّة المنبعثة من أساس الدين على الرغبة الفرديّة ، فضاءات تخلو من الاستبداد والظلم والإذلال وامتهان الكرامات والمظاهر المنافية لشأن العقيدة والمذهب ، فضاءات نتعلّم فيها وتتربّى الذات على ممارسة الدين ممارسة حقيقيّة واعية