الأمر الذي جعله يأخذ جانب الحيطة والنأي النسبي كي لا يُستَغل ولا يلج في مواجهات هو في غنىً عنها.
كما أظهر نوعاً من النقد ، بل النقد الواضح لآليّة التعامل مع بعض الإشكاليّات الموجودة في الساحة ، وذهب إلى أنّ ارتكاب الأخطاء بسبب عدم الإحاطة الدقيقة بالواقع الاجتماعي الحاكم هنا ، ولاسيّما ما يختصّ بجانب السرّيّة وعدم مراعاته ، ويرى أنّ إثارة حفيظة طرف المشكلة بنحو غير مناسب ليست مجدية ، وأخيراً ـ كما استحسنه هو ـ وجد في العودة إلى المربّع الأوّل دليلاً على عدم فائدة الحركة من أساسها.
أقول :
يرد على رؤيته بكون حوزتي النجف وقم مكمّلتين إحديهما للاُخرى ما يلي :
أوّلاً : ما المراد بالمكمّل؟ إن كان يقصد به الجامعيّة والكمال المتبادر لغويّاً ، فإنّه تصوّر غير دقيق ، فلو افترضنا جمع خصائص ومميّزات الحوزتين في إطار واحد وقارنّا بينه وبين الحوزة النموذجيّة الشيعيّة المطلوبة التي تلبّي الحاجة العلميّة والمعرفيّة والدينيّة والاجتماعيّة لوجدناه مفتقراً لكثير من الخصائص والعناصر التي تشكّل النموذج المرجو ، مع وجود العديد من مناطق الفراغ والفجوات في كليهما أو إحديهما ، الحائلة دون النهوض الجادّ الحقيقي ، والتي من أبرزها :