منها : غموض المنهج والنسق ، وغياب التخطيط الواعي المستند إلى الاُسس والمعايير العلميّة ، الأمر الذي يجعل الوجود الشخصي ومنافعه راجحاً على الوجود النوعي ومصالحه.
منها : الحطّ من الكرامة الإنسانيّة مع سبق النيّة أو بدونها.
منها : هشاشة القيم والمبادئ وتزلزل الموازين الأخلاقيّة.
إنّه بلا شكّ تراجعٌ بكلّ معانيه ، ولقد سرت هذه الآفة في أروقتنا سريان النار في الهشيم ، وباتت مؤشّراً خطراً يهدّدنا وينسف ما شيّدناه بالجهد والصبر والمعاناة.
نعم ، الرغبة في بسط النفوذ وتوسيع آفاقه بمختلف الأدوات والآليّات دون الالتفات إلى الضوابط والملاكات العلميّة قد مهّد الأرضيّة الخصبة لنموّ مثل هذه الأفكار والسلوكيّات الهدّامة ، ولاسيّما أنّ هذه الرغبة تمنح صاحبها إحساساً غريباً ونشوةً خاصّة تجعله يرى كلّ شيء له وملكاً متعلّقاً به ، لذا فحينما يصرّح بالمثل المذكور أعلاه إنّما يصرّح به عن قناعة واعتقاد مترشّحين عن طبيعة التكوين الذاتي والنظرة الأخلاقيّة للناس والقيم والمبادئ.
إنّ المنّة التي يسأمها العقل والأخلاق بالإجماع ، وأساليب الإسكات بلا إقناع ، والتشبّث بمرجوح الحقّ على حساب الحقّ الراجح ، وتغليب الرغبات النفسيّة وإيجاد المبرّرات لها ، وإجهاض الرأي الآخر ، وغياب التخطيط المستقبلي ، وافتقار الطاقات والنخب ، وضبابيّة الهيكل النظمي