هوعليه مقيمٌ من ضلاله ، وذلك هو الحسنة التي ذكرها الله فقال : من جاء بها فله عشرُ أمثالها.
وقال الطباطبائي في تفسير الميزان ج٨ ص٣٩٠ طبعة إسماعيليان ، الثانية ، ١٣٩٠هـ ـ ١٩٧١م :
... لكنّها ـ أعني الآية ـ باتّصالها بما تقدّمها وانتظامها معها في سياق واحد تفيد معنى آخر ، كأ نّه قيل بعد سرد الكلام في الآيات السابقة في الاتّفاق والاجتماع على الحقّ والتفرّق فيه : فهاتان خصلتان حسنة وسيّئة يجزى فيهما ما يماثلهما ولا ظلم ، فإنّ الجزاء يماثل العمل ، فمن جاءبالحسنة فله مثلها ويضاعف له ، ومن جاء بالسيّئة وهي الاختلاف المنهجي عنه فلا يُجزى إلاّ سيّئة مثلها ولا يطمعنّ في الجزاء الحسن ، وعاد المعنى إلى نظير ما استفيد من قوله : (وَجَزاءُ سَيِّئَة سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا) (١) أنّ المراد به بيان مماثلة جزاء السيّئة لها في كونها سيّئة لا يرغب فيها لا إثبات الوحدة ونفي المضاعفة.
لسنا بصدد نقل المزيد من الموارد التفسيريّة والبيانيّة وإنّما نحوم حول حقيقة تبدّد الأوهام وتجرّد النصّ من التحميلات البراغماتيّة التي تهبط به بدل أن تقرأه بما يتناسب مع علوّ شأنه ورفعة محتواه الإلهي المقدّس.
وما هاتان الآيتان إلاّ انموذج الكلّيّة وفرد الطبيعة التي نروم التمحور حولها ..
__________________
١. سورة الشورى : ٤٠.