من هنا ذاع صيت حلقات الصراع وحيوية نقاشاتها في فضاءات العقل والفكر والمعرفة والوجدان الإنساني ، وتأثيراتها المباشرة في مصير الاُمم والشعوب عَقَدياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ...
كما لا يغيب عنّا : أنّ حلقات الصراع تعني في جملة من مراحلها : الإقصاء والحذف والتضليل ، كما تعني التعويض والتبديل والاستغناء والاستخدام المشروط غالباً بالطاعة والولاء ..
من هنا فكلّ حلقة متصارع معها ليست شيئاً ثابتاً لا يمكن إزاحته وتغييره ، بل هي ـ في طول الوصول إلى المراد ـ قد تكون مشروعَ تهميش ونفي وتشويه مادامت عائقاً دون الهدف ، مادامت مصدر إزعاج ومنافسة ورقابة.
ثم مادامت حلقتنا حلقة إنسانية فهي غير ميكانيكية ، نعني : هي حلقة بشرية روحية متحرّكة بوحي العقل والشعور لا بوحي القانون الميكانيكي النيوتني الثابت ، القانون الذي اُطيح به بظهور «مبدأ الاحتمال» الذي يمنح فرصةً أكبر للعودة إلى القوّة المهيمنة العليا ، قوّة الخالق تبارك وتعالى ، ومن ظرافة هذا المبدأ : أنّ الكون إذا لم يخضع لقانون نيوتن الميكانيكي فبالأولى عدم خضوع الإنسان له ; لكونه كتلة جوانح وجوارح وأحاسيس نابضة بالحركة والتغيّر والتقلّب آناً بعد آن ، التي بدونها لا يبقى للعقل العملي أيّ معنى ومفهوم.
نعم ، وُلِد ابن آدم وولدت معه غريزة حبّ التملّك والحزن والألم