والغضب والفرح ... التي تكبر معه طردياً ، فهو يروم ويقصد ويطمح ويكادح دون البلوغ والوصول وقطف الثمار ، تارةً بالسبل المشروعة واُخرى بالسبل المرفوضة ، وعلى كلا الحالين لابدّ من العقل الثاني ومؤنه ، سواء السليمة منها أم السقيمة ، وهذا هو قانون الصراع الذي تتفرّع منه حلقات الصراع ، وإلاّ ما كان الخير ولا كان الشرّ ، ولا كان العدل ولا كان الظلم ، وما عرفنا معنى الحسن والقبح.
ذهب العديد منّا ومن غيرنا في مبحث «حلقات الصراع» إلى تحقّق الإجماع المركّب ، أي أنّها معادلة لا تحتمل أكثر من طرفين : إمّا النفي أو الإثبات ولا ثالث. بعبارة اُخرى : إمّا الطرد والحذف أو الإبقاء بشرط الطاعة العمياء والولاء المطلق.
لكنّا نقول : ـ استناداً إلى المفهوم القرآني المبارك : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) (١) ـ الإجماع المركّب باطلٌ وغير متحقّق هنا ; بدليل إمكان الجمع العقلاني والوجداني بين الأمرين نصّاً وعقلاً ، بإبقاء ما كان وضمّ الجديد باعتماد آلية الحلّ الوسط طبق منهج وقانون ونظام محكّم باُصول الدين.
__________________
١ ـ سورة البقرة : ١٤٣.