وإشارات ومخاطر وخسائر وانقسامات ومسالك مجهولة العواقب ، فالإقصاء والتهميش والحذف والنفي والتشويه مؤن أساسيّة في هكذا صراع ; إذ الحلقة الواحدة المعهودة لا يمكن لها بالضرورة أن تبقى حلقةً إلى الأبد ، فهي ليست شكلاً هندسيّاً معماريّاً يتّخذ البناء قوامه وكيانه ورسوخه برسوخ الشكل الذي يعكس حسابات علميّةً معيّنة تمنح النجاح أو الفشل له .. فالجماد خارج عن نطاق المعادلات الأخلاقيّة ، وإن تمرّد ففي الحقيقة هو تمرّد الإنسان بخطأ مقاييسه ومعادلاته ... بخلاف الحلقة الإنسانيّة التي قد تتّخذ شكلاً هندسيّاً أو معماريّاً في مناهجها وأنساقها لكنّها تبقى إنسانيّة المحتوى والحركة والسكون والشكل ، وبذلك فإنّها لا تخضع لنظريّة «الميكانيكا» التي جاهد نيوتن وأقرانه لأجل تحميلها على القوانين الكونيّة والطبيعيّة ، ممّا يعني شطب القوّة المهيمنة العليا ـ الخارجة عن نطاق المادّة ـ من الحسابات العلميّة والإنسانيّة وتفريغ الحياة عن محتواها الروحي والعيني ; النظريّة التي كادت أن تلعب بمقدّرات البشريّة وتقلبها رأساً على عقب لو لا المشيئة الإلهيّة التي أجبرت ذات المعسكر على الإذعان بنظريّة «الاحتمال» التي نعيش ألَقها حالياً ، هذه النظريّة التي أعادت القيم والموازين إلى المربّع الأوّل وقالت بضرورة وجود قوّة مهيمنة عليا خارج نطاق المادّة ، هي التي تنظّم الكون وعمليّاته المختلفة .. فإذا كانت قوانين الطبيعة لم تخضع لنظام ميكانيكي ثابت فالإنسان أولى بعدم الخضوع للنظم الثابتة ، فالاحتمال يملؤه ويملأ ما فيه من عقل وأحاسيس ومشاعر ، وكيف للإنسان أن يصمت ويقف