ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَة طَيِّبَة أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّماءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِين بِإِذْنِ رَبِّهَا) (١) ; فكما يرى صاحب الميزان ، من أنّ : «الاعتقاد الحقّ الثابت والقول بالوحدانيّة والاستقامة عليه هو حقّ القول الذي له أصل ثابت محفوظ عن كلّ تغيّر وزوال وبطلان ، وهو الله عزّ اسمه أو أرض الحقائق ، وله فروع نشأت ونمت من غير عائق يعوقه ، من عقائد حقّة فرعيّة وأخلاق زاكية وأعمال صالحة يحيي بها المؤمن حياته الطيّبة ويعمر بها العالم الإنساني حقّ عمارته ، وهي التي تلائم سير النظام الكوني الذي أدّى إلى ظهور الإنسان بوجوده المفطور على الاعتقاد الحقّ والعمل الصالح .. غير أنّ المراد في الآية على ما يعطيه السياق هو أصل التوحيد الذي يتفرّع عليه سائر الاعتقادات الحقّة ، وتنمو عليه الأخلاق الزاكية ، وتنشأ منه الأعمال الصالحة» .. فنحن لا نؤسّس لفكر أو نهج جديد في ظلّ السباق الحضاري والازدهار التقني الكبير والتباري المبادئي القيَمي الذي لم يهدأ لحظة أبداً ، حيث التمحور حول التوحيد المعهود أساس وغاية ومنهج الفكر الذي نعتقده.
نعم ، القراءة المطلوبة للنصّ هي القراءة الصحيحة الواعية بما فيها من مراجعات ومقارنات وتحليلات واستقراءات واستنتاجات ، كلّ ذلك بأدوات علميّة معرفيّة كفوءة تأخذ بنا إلى نتائج سليمة ملموسة ، إلى خطط وبرامج وأفكار واستراتيجيّات تمتاز بتسخير الجديد ومعالجة
__________________
١. سورة إبراهيم : ٢٤ ـ ٢٥.