المتغيّرات وحلّ إشكاليّة المستحدثات على قاعدة حفظ الثابت وترسيخ الاُصول ، إنّنا ـ في مفروض اعتقادنا ـ على العهد من حفظ العهد والأمانة والتمسّك بخلود ذاكرة واحدة في الذهن ، ذاكرة العبوديّة لله الواحد الصمد ، إلى إثبات تكيّف الدين مع شؤون الحياة رغم التباينيّات الزمانيّة والمكانيّة.
إنّه عهد ثبوتي عرفته الأذهان والمدوّنات وأدبيّات الهويّة والانتماء ، أمّا فضاء التصديق وميدان الممارسة والإثبات فيستدعي التظافر الشامل ، ولا شكّ أنّ الحركة بأنواعها إن كانت ضمن السياق العلمي المنهجي فإنّها حركة مباركة معطاء تمدّ عالم الثبوت بمقوّمات النهوض والسير بإحكام صوب عالم الإثبات ، ومرحلة الانتقال هذه وما بعدها هي من أشدّ المراحل خطورةً وحسّاسيّة ; إذ بإمكانها أن ترسم مصير فكر وقيم اُمّة بأكملها ، فالفشل سيكون وقعه رهيباً والنجاح سيكون وقعه مهيباً ; لذا فلا محلّ للعواطف والقشريّات والزوائف والركائك وعناصر الخلل والضعف والنقص هنا.
انطلاقاً من ذلك ، فإنّ قيادة الاُمّة ومؤسّساتها ومراكزها وسائر عناصرها الرامية إلى نقل القيم من عالم الثبوت إلى عالم الإثبات لا تألو جهداً ولا تدّخر مسعىً بإمكانه المساهمة في بلوغ المرام ، ولا ريب فإنّ الرموز والمحاور والنخب المختصّة والخبراء بإمكانهم توفير البناء واختزال المشاقّ الملقاة على عاتق القيادة والمعاهد المسؤولة من خلال الدراسات والبحوث والمطالعات والاستقراءات والتحليلات والتجارب