وتاريخها وحضورها ، ولاسيّما أنّه قد شاطر مشاطرةً ملموسةً في أنسنة الفكر وأمدّ يد العون والدعم إلى أواصر الارتباط بين الشعوب والحضارات المتفاوتة.
وما يزيد من مكانة المَثَل وأهمّيّته أنّه فيضٌ لغوي ـ شعوريّاً كان أم لا ـ رشح إثر الحاجة التي مارست ضغطاً كبيراً ألزمت العقل المسؤول ـ بسبب الإدراك الوظيفي الناشئ من حسّ الافتقار إلى ما يردم الهوّة ويعالج المعاناة ـ بضرورة نتاج يلبّي تلك الحاجة ، فهو حينئذ نتاج معرفي ، حيث المعرفة قائمة على : اللغة والتاريخ والفكر ، ولا شكّ أنّ المَثَل عنصرٌ من عناصر التاريخ وأداة من أدواته ومادّة من موادّه.
من هنا أخذ المَثَل منزلته في عالم التدوين والتأليف والتصنيف ، فكُتبت الكتب والموسوعات المختصّة في ميدان جمع الأمثال وشرحها وبيان المراد منها وتبويبها وفهرستها ، والحاصل هو العديد من كتب الأمثال المرموقة الشهيرة التي غدت مصادر ومراجع يعوّل عليها ويستند إليها في مضمار الشاهد والحجّة والاستدلال.
ويعدّ مشروع الفقيه الاُصولي الأديب ، صاحب المصنّفات الرفيعة والآثار الجليلة ، ملاّ حبيب الله الشريف الكاشاني ، القائم على جمع وفهرسة وتبويب وشرح الأمثال في موسوعته المسمّاة «منتخب الأمثال» غرّةً ناصعةً في جبين المعارف الإنسانيّة والعلوم البشريّة ، وجهداً لا غرو أنّه سيثري ـ بتحقيقه وتصحيحه ونشره بحلّة أنيقة جميلة ـ المعاقل