المقدّس ، بين المتعالي والتأريخي ، بين الوحي والممارسة العملية اليومية للإنسان ، وبكلمة : بين الحقيقة الربّانية المطلقة والثابتة والحقيقة الإنسانية والنسبية.
وهذا ما يقودنا إلى : أنّ تحقّق هذه الأهداف يستدعي لزاماً إبداع نظرية معرفية تتوفّر على العناصر الثلاثة في بنية مصادرها ثم نقوم بعد ذلك بعملية التركيب للخروج في النهاية بالمنتوج المعرفي متجرّداً عن كلّ عنصر من عناصر النسق ، فلا هو إلهي محض ولا عقلي محض ولا تجريبي ، وإنّما خلاصة الجميع ..
المنتوج الذي سوف يؤمّن لنا فرز وإنتاج معرفة إنسانية راقية وملزمة ، بحيث تنتفي معها وتندثر ظاهرة الجهل وذرائع عدم الوصول إلى المعرفة ، ومعها يتمّ القضاء على ظاهرة الكفر والشرك والإلحاد.
إنّ نظرية نشأة المعرفة لا ينبغي بالضرورة أن نحصل لها على مسمّىً أو عنوان خاصّ في المكتوبات عموماً وخصوص مدوّناتنا نحن المسلمين ، فقد نجدها مبثوثةً مرّة في الأبحاث الفلسفية واُخرى في الكلامية وثالثة في الاُصولية وهكذا.
ونحن إن استحضرنا في تقديمنا الموجز هذا ثلاثة تساؤلات :
١ ـ من أسّس لعلم الاُصول؟
٢ ـ هل اكتسب علم الاُصول الشيعي شخصيّته ومعالمه من علم الاُصول السنّي؟