٣ ـ إنّ مرحلة تكامل علم الاُصول الشيعي التي نحياها وتعدّ امتداداً لمدرسة الشيخ الأنصاري (قدس سره) :
هل هي حصيلة وثمرة تلك المواجهة المصيرية بين الفكر الأخباري والفكر الاُصولي ، الممتدة لقرنين من الزمان ، والتي حسمها للثاني ـ بكلّ تأ لّق وجدارة ـ الوحيد البهبهاني (قدس سره) (م ١٢٠٥هـ) ، المواجهة التي ترشّحت عنها تلك العقول الفولاذية أمثال : المحقّق القمّي (قدس سره) صاحب القوانين (م ١٢٣١ هـ) ، شريف العلماء (م ١٢٤٥ هـ) ، النراقي (م ١٢٤٥ هـ) ، الأخوين محمد حسين ومحمد تقي الاصفهانيين صاحبي الفصول وهداية المسترشدين (م١٢٦١ هـ ، ١٢٤٨ هـ) ، القزويني صاحب الضوابط (م ١٢٦٥ هـ)؟
أم هي حصيلة ذلك العطاء المعرفي والسلسلة المترابطة والعقد المتناسق ، المشادة بأنوار علم أئمّة الحقّ (عليهم السلام) ، المستمرّة بمراحلها وأدوارها ومدارسها على اختلاف عناوينها وتصنيفاتها ورتبها حتى عصرنا الحاضر؟
فليس إلاّ من حيث كونها منضوية تحت لواء فرد من أفراد تلك الطبيعة المشار إليها آنفاً ، طبيعة المعرفة ونظريتها ومبحث نشأة حياة الإنسان العقلية ، بأدنى تناغم وحمل موضوعي ممكن.
ولا نروم الإجابة عن هذه التساؤلات بالنمط الكلاسيكي المعروف ، بل نسلك بالبحث سلوك النسق الموضوعي الموحّد ، كي نحصل على