إجابة منطقية مترشحّة عن معرفة إنسانية راقية ملزمة.
* * *
يقول الفخر الرازي : اعلم أنّ نسبة الشافعي إلى علم الاُصول كنسبة أرسطو إلى علم المنطق ونسبة الخليل بن أحمد إلى علم العروض (١).
ويقول الزركشي : الشافعي ـ رضي الله عنه ـ أوّل من صنّف في اُصول الفقه (٢).
ويقول الشيخ محمد أبو زهرة : نشأ علم اُصول الفقه مع علم الفقه ، وإن كان علم الفقه قد دُوِّن قبله ; لأ نّه حيث يكون الفقه يكون حتماً منهاج للاستنباط ، وحيث كان المنهاج يكون حتماً لا محالة اُصول الفقه (٣).
ويعلّق الدكتور محمد الزحيلي على قول أبي زهرة قائلاً : ولكن هذه المبادىء وتلك القواعد كانت متناثرة في الكتب ، وتختلف من عالم إلى آخر ، ومن مدرسة إلى اُخرى ، ولا ينتظمها سلك ، ولا يحوطها سور ، ولا تشكّل علماً مستقلاًّ ، إلى أن جاء الإمام الشافعي فجمع شتاتها ودوّن قواعدها ، وصنّف أوّل كتاب في علم اُصول الفقه ، وهو الرسالة.
ثم يضيف : فأصّل الاُصول ـ أي الشافعي ـ وقعّد القواعد ; ليعصم أهل الاجتهاد والخلاف والمناظرة من الخطأ والانحراف في الاستنباط ،
__________________
١. مناقب الشافعي : ٥٦٠.
٢. البحر المحيط في اُصول الفقه ١ : ١٠.
٣. اُصول الفقه (أبو زهرة) : ١٠.