موجود بحمد الله تعالى ، وهو الكتاب الجليل المشهور ، المسموع عليه ، المتّصل إسناده الصحيح إلى زماننا ، المعروف بالرسالة الذي أرسل الإمام عبدالرحمن بن مهدي من خراسان إلى الشافعي فصنّفه له ، وتنافس في تحصيله علماء عصره.
على أنّه قد قيل : إنّ بعض من تقدّم على الشافعي نُقل عنه إلمام ببعض مسائل في أثناء كلامه على بعض الفروع ، وجواب عن سؤال السائل لا يسمن ولا يغني من جوع ، وهل تعارض مقالة قيلت في بعض المسائل تصنيف كتاب موجود مسموع مستوعب لأبواب العلم. [التمهيد ص٣ ، ٤].
ويُبرِز الدكتور شعبان محمد اسماعيل تصوّره في نهاية المطاف بهذا الشكل :
فظهر بذلك عدم صحّة ما نقل من أنّ هناك من سبق الإمام الشافعي في تدوين علم الاُصول ، وثبت أنّ الواضع الأوّل لهذا العلم هو الإمام الشافعي ـ رضي الله عنه ـ في كتابه الرسالة (١).
نقول :
إنّ الرقيّ كما نفهمه : سموّ النفس الإنسانية حين تروم الكمال بمعرفة جادّة مقيّدة مصفّاة من شوائب الجهل وذرائع الحجب والانحراف بشتّى أطيافها.
__________________
١. اُصول الفقه تاريخه ورجاله : ٢٢ ـ ٣٣.