ولا نبغي ولوج حيّز التبرير بأقسامه المنطقية والفلسفية والعلمية والعملية ولا حتى عالم اليقين بأقسامه : الرياضي والمنطقي والذاتي والموضوعي ، ولا مباحث النزعة الترجيحية باتجاهيها السيكولوجي والفسيولوجي ، ومسائل الانتخاب الإنساني ومشكلة تضادّ المصالح ، وغيرها ; لأنّ ذلك يقودنا إلى بحوث موسّعة معمّقة تخرجنا عن دائرة المقصود ، بل مجرّد الإشارة إليها والتذكير بها وبضرورة أن تكون المعرفة الإنسانية إنسانيةً خالصةً له تبارك وتعالى ، تجعل أمثال السيوطي وأبي زهرة والإسنوي وشعبان والزحيلي وغيرهم قبال تساؤل كبير : أهذه هي المعرفة الإنسانية الملتزمة السائرة نحو الكمال المنشود؟!
أمَا كان ينبغي لشعبان وغيره أن يكمل مقالة السيد حسن الصدر ـ الآنفة الذكر ـ بصحائفها الثلاث ولو بإيجاز؟! انبعاثاً من مفهوم المعرفة الملتزمة؟!
ثم إنّ ادّعاءه : كون الشافعي قد فرّق بين الكتابة المتناثرة والقواعد التي ترد في مسألة فقهية عارضة ، وبين علم متكامل ومصنّف مستقل ..
مرفوضٌ أوّلاً : بأنّ هشام بن الحكم ويونس بن عبد الرحمن قد سبقا الشافعي تخصّصاً ; إذ صنّفا في علم الاُصول بلا أدنى ريب وشبهة ، ولم تعدّ مؤلّفاتهما من الكتابات المتناثرة ولا من القواعد التي ترد في مسألة فقهية عارضة.
ثانياً : إنّ نعت رسالة الشافعي بالعلم المتكامل والمصنّف المستقلّ ، يفتقد الدقّة والموضوعية ..