يقول أحمد محمد شاكر في مقدّمة تحقيقه لرسالة الشافعي :
وكتاب الرسالة ألّفه الشافعي مرّتين. ولذلك يعدّه العلماء في فهرس مؤلّفاته كتابين : الرسالة القديمة والرسالة الجديدة. أمّا الرسالة القديمة فالراجح عندي أنّه ألّفها في مكّة ; إذ كتب إليه عبد الرحمن بن مهدي وهو شاب أن يضع له كتاباً فيه معاني القرآن ، ويجمع قبول الأخبار فيه ، وحجّة الإجماع وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنّة. فوضع له كتاب الرسالة.
وقال علي بن المديني : قلت لمحمد بن إدريس الشافعي : أجبْ عبدالرحمن بن مهدي عن كتابه ، فقد كتب إليك يسألك ، وهو متشوّق إلى جوابك. قال : فأجابه الشافعي ، وهو كتاب الرسالة التي كتبت عنه في العراق ، وإنّما هي رسالته إلى عبد الرحمن بن مهدي.
وبعد أن يذكر الاختلاف في محلّ تصنيف الرسالة القديمة ، مكّة أم بغداد ، وأنّ الجديدة ألّفها بمصر ، يقول أحمد محمد شاكر : وأيّاً ما كان فقد ذهبت الرسالة القديمة ، وليس في أيدي الناس الآن إلاّ الرسالة الجديدة ، وهي هذا الكتاب.
ثم يقول : والراجح أنّه ـ الشافعي ـ أمْلَى كتاب الرسالة على الربيع إملاءً كما يدلّ على ذلك قوله في (٣٣٧) : فخفَّف فقال : (عَلِمَ أن سَيَكُون مِنْكُمْ مَرْضى) قَرَأ إلى : (فَاقْرَءوا ما تَيَسَّرَ مِنْه) (١). فالذي يقول «قرأ» هو
__________________
١. المزّمّل ٧٣ : ٢٠.