الربيع ، يسمع الإملاء ويكتب ، فإذا بلغ إلى آية من القرآن كتب بعضها ثم يقول «الآية» أو «إلى كذا» فيذكر ما سمع الانتهاء إليه منها ، ولكن هنا صرّح بأنّ الشافعي قرأ إلى قوله : (فَاقْرءوا ما تَيَسَّرَ مِنْه).
إلاّ أنّ شاكر مع كلّ ذلك يقول : وهذا كتاب الرسالة أوّل كتاب أُ لِّف في اُصول الفقه ، بل هو أوّل كتاب أُ لِّف في اُصول الحديث.
ثم يقول في «نُسَخ الكتاب» : لم أر نسخة مخطوطة من كتاب الرسالة إلاّ أصل الربيع ونسخة ابن جماعة. ولكنّا نجد في السماعات ـ التي سيراها القارئ ـ أنّ أكثر الشيوخ وكثيراً من السامعين كانت لهم نسخٌ يصحّحونها على أصل الربيع ، وأنّ نسخة ابن جماعة قوبلت على اُصول مخطوطة عديدة ، فأين ذهبت كلّ هذه الاُصول؟! لا أدري.
وفي «أصل الربيع» يؤكّد أحمد محمد شاكر : من أوّل يوم قرأتُ في أصل الربيع من كتاب الرسالة أيقنتُ أنّه مكتوبٌ كلّه بخطّ الربيع ، وكلّما درسته ومارسته أزددت بذلك يقيناً ، فتوقيع الربيع في آخر الكتاب بخطّه بإجازة نسخه ... نفهم منه أنّه كان ضنيناً بهذا الأصل ، لم يأذن لأحد في نسخة من قبلُ.
حتى أذِنَ في سنة ٢٦٥ بعد أن جاوز التسعين من عمره ، وعبارةُ الإجازة تدلّ على ذلك ; لمخالفتها المعهود في الإجازات ، إذ يجيز العلماء لتلاميذهم الرواية عنهم ، أمّا إجازة نسخ الكتاب فشيءٌ نادرٌ لا يكون إلاّ لمعنى خاصّ ، وعن أصل حجّة لا تصل إليه كلّ يد.