ثم يقول : وأنا اُرجّح ترجيحاً قريباً من اليقين أنّ الربيع كتب هذه النسخة من إملاء الشافعي ; لِما بيّنتُ في ما مضى ، ولأ نّه لم يذكر الترحّم على الشافعي في أيّ موضع جاء اسمه فيه ، ولو كان كتبها بعد موته لدعا له بالرحمة ولو مرّةً واحدةً كعادة العلماء وغيرهم.
ثم ما يثلج الصدرَ ويملؤه يقيناً أن نجد شهادةً بخطّ أحد العلماء الحفّاظ الأثبات القدماء ، يسجّل فيها أنّ هذه النسخة بخطّ الربيع ، فنرى هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني (المتوفّى في ٦ محرّم سنة ٥٢٤ عن ٨٠ سنة) يكتب بخطّه ثلاثة عناوين للأجزاء الثلاثة ، يسوق فيها إسناده إلى الربيع ، ثم يكتب فوق عنوان الأوّل منها ما نصّه : الجزء الأوّل من الرسالة لأبي عبدالله الشافعي بخطّ الربيع صاحبه. ويكتب فوق عنوان الثالث ما نصّه : الجزء الثالث من الرسالة بخطّ الربيع صاحب الشافعي. وأمّا عنوان الجزء الثاني ففوقه : الثاني من الرسالة. يظهر أنّ باقي الكلام ممحوّ بعارض من عاديات الزمان (١).
نقول :
انظر الصفحة الاُولى من رسالة الشافعي ، حيث فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
... الربيع بن سليمان قال :
__________________
١. اُنظر في ذلك كلّه : الرسالة (للشافعي) ص ١٠ ـ ٢٢ (المقدّمة) بقلم محقّقها أحمد محمد شاكر.