وأخبرنا ابن الفضل ـ واللفظ له أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدثني أبو بشر ـ وهو بكر بن خلف ـ حدّثنا معاذ بن معاذ قال : كنت جالسا عند عمرو بن عبيد ، فأتاه رجل يقال له عثمان أخو السمري ، فقال : يا أبا عثمان سمعت والله اليوم بالكفر ، فقال : لا تعجل بالكفر ، وما سمعت؟ قال : سمعت هاشما الأوقصي يقول : إن (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) [المسد ١] وقوله : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) [المدثر ١١] ، (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) [المدثر ٢٦] إن هذا ليس في أم الكتاب ، والله تعالى يقول : (حم. وَالْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) [الزخرف ١ ـ ٤] فما الكفر إلا هذا يا أبا عثمان؟ فسكت عمرو هنية ، ثم أقبل علىّ فقال : والله لو كان القول كما يقول ما كان على أبي لهب من لوم ، ولا على الوحيد من لوم. قال : يقول عثمان ذاك؟ هذا والله الدين يا أبا عثمان. قال معاذ : فدخل بالإسلام وخرج بالكفر ، أو كما قال.
أخبرنا عبد الرّحمن بن عبيد الله الحربي ، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثنا أبو هاشم ـ زياد بن أيّوب ـ حدّثنا سعيد بن عامر قال : سمعت أبا بحر البكراوي قال : قال رجل لعمرو بن عبيد ـ وقرأ عنده هذه الآية : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) [البروج ٢١ ، ٢٢] ـ فقال له : أخبرني عن (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال : ليس هكذا كانت ، قال وكيف كانت؟ فقال : تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أبو لهب ، فقال له الرجل : هكذا ينبغي أن تقرأ إذا قمنا إلى الصّلاة ، فغضب عمرو. فتركه حتى سكن ، ثم قال له : يا أبا عثمان ، أخبرني عن (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال ليس هكذا كانت. قال فكيف كانت؟ قال: تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أبو لهب ، قال : فردد عليه ، فقال عمرو : إن علم الله ليس بشيطان ، إن علم الله لا يضر ولا ينفع.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا عامر عبد الوهّاب بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسال يقول : سمعت أبي يقول : سمعت مسبح بن حاتم البصريّ يقول : سمعت عبيد الله بن معاذ العنبري يقول : سمعت أبي يقول : سمعت عمرو بن عبيد يقول ـ وذكر حديث الصادق المصدوق ـ فقال : لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته ، ولو سمعت زيد بن وهب يقول هذا ما أجبته ، ولو سمعت عبد الله بن