الله إني أريد أن أقطعك قطيعة وأجعلها لك طيبة ، وإن أحبابي من أهلي وولدي يسألوني ذلك ، فآبى عليهم فما يمنعك أن تقبلها؟ قال قلت : يا أمير المؤمنين إني رأيت هم الرجل على قدر انتشار صيته ، وإني يكفيني من همي ما أحاطت به داري ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني فعل ، قال : قد فعلت. فقال ابن حنبل : أعده عليّ ، قال : فأعدته عليه حتى حفظه.
أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن حبان قال : وجدت في كتاب أبي عن أبي زكريا يحيى بن معين قال : عمرو بن ميمون بن مهران كان بالرقة ، وكان هاهنا ببغداد.
أخبرني العتيقي ، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرمي ، أخبرني محمّد بن يعقوب الأصم أن العبّاس بن محمّد بن حاتم حدثهم قال : سمعت يحيى يقول : عمرو بن ميمون كان جزريا نزل بغداد.
أخبرنا الأزهري والنرسي قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن جامع ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن سعيد الحراني ، حدّثنا الميموني قال : سمعت أبي يصف عمرو بن ميمون بالقرآن والنحو ، وقال : عندنا مصحف من كتابه. وسمعت أبي يقول : ما برى إلا قلمين ، فما غيرهما حتى فرغ منه ، أو هذا المعنى إن شاء الله تعالى. قال : وسمعت أبي يقول : وجه ـ يعني ميمونا ـ عمرا ابنه إلى عمر بن عبد العزيز يستعفيه من ولاية الجزيرة فلم يعفه. وولى عمروا البريد ، وهو ابن نيف وعشرين سنة.
أخبرنا الأزهري والنرسي قالا : أخبرنا ابن جامع ، حدّثنا أبو عليّ الحراني قال : سمعت الميموني يقول : سمعت أبي يقول : سمعت عمي يقول : لو علمت أنه بقي على حرف من السنة باليمن لأتيتها. وقال أبو عليّ : حدّثنا الميموني ، حدثني أبي قال : كان عمي عمرو يعطش ، فما يستسقى من أحد ماء حتى يشربه من بيته. ويقول : كل معروف صدقة ، وما أحب أن يتصدق عليّ. وقال : حدّثنا الميموني ، حدّثنا أبي قال : ما سمعت عمرا اغتاب أحدا قط ـ أو قال عابه ـ ولقد ذكر عنده يوما رجل فلم ير فيه شيئا يذكره به ـ يعني من الخير ـ فقال : إنه لحسن الأكل.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين عن عمرو بن ميمون الجزري فقال : ثقة.