قرأت على أحمد بن عليّ بن التوزي عن أبي عبيد الله المرزباني قال : أخبرني محمّد بن عبد الواحد ، أخبرني أبو عمرو بن الطوسي قال : قال لي أبي : غدوت إلى أبي عبيد ذات يوم ، فاستقبلني يعقوب بن السكيت فقال : إلى أين؟ فقلت إلى أبي عبيد ، فقال أنت أعلم منه. قال فمضيت إلى أبي عبيد ، فحدثته بالقصة ، فقال لي : الرجل غضبان قال : قلت : من أي شيء؟ فقال : جاءني منذ أيام فقال لي : اقرأ على غريب المصنف ، فقلت: لا ، ولكن تجيء مع العامة ، فغضب.
أخبرنا هلال بن المحسن ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن الجرّاح الخزاز ، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ قال : كان أبو عبيد يقسم الليل أثلاثا ، فيصلي ثلثه ، وينام ثلثه ، ويضع الكتب ثلثه.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل السقاء الحربي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن عمرو الباهلي ـ بمصر ـ قال سمعت أبا عبد الله بن أبي مقاتل البلخي ـ بمصر ـ يقول : قال أبو عبيد القاسم بن سلام : دخلت البصرة لأسمع من حمّاد بن زيد ، فقدمت فإذا هو قد مات ، فشكوت ذلك إلى عبد الرّحمن بن مهدي فقال : مهما سبقت به فلا تسبقن بتقوى الله عزوجل.
أخبرني أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ وأبو الطّيّب. عبد العزيز ابن عليّ بن محمّد القرشيّ ـ قال عبيد الله حدّثنا وقال الآخر أخبرنا ـ محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن هارون بن حميد المجدر ـ إملاء ـ حدّثنا أبو الحسن بن الفافا قال : حدثني أبو حامد الصاغاني قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول : فعلت بالبصرة فعلتين أرجو بهما الجنة ، أتيت يحيى القطّان ـ وهو يقول أبو بكر وعمر [وعلي] (٥). فقلت : معي شاهدان من أهل بدر يشهدان أن عثمان أفضل من عليّ ، قال : بمن؟ قلت : أنت حدثتنا عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال : خطبنا عبد الله بن مسعود فقال : أميرنا خير من بقي ولم نال. قال : ومن الآخر؟ قال : قلت : الزّهريّ عن حميد بن عبد الرّحمن عن المسور بن مخرمة قال : سمعت عبد الرّحمن بن عوف يقول : شاورت المهاجرين الأولين ، وأمراء الأجناد ، وأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلم أر أحدا يعدل بعثمان. قال : فترك قوله وقال أبو بكر وعمر وعثمان ، قال : وأتيت عبد الله بن داود الخريبي فإذا بيته بيت خمار ، فقلت
__________________
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.