وتثبت ولا تميل بأهلها ، وخلق الناس أصنافا : ذكورا وإناثا وأضدادا متقابلين حسنا وقبحا وطولا وقصرا ليكتمل الكون ، ويزهو بالجمال والانس ، ويتيسر التعاون ، ويستمر بقاء النوع الإنساني.
وتصيير النوم راحة للأبدان وقطعا للحركة والأعمال التي يكابد بها الإنسان طوال النهار ، فتتجدد قواه ، ويستعيد نشاطه ، فالنوم يزيل التعب عن الإنسان.
وجعل الليل بظلمته كاللباس ساترا ، أو سكنا للناس ، فظلمة الليل تستر الإنسان عن العيوب إذا أراد هربا من عدو ، أو بياتا له ، أو إخفاء ما لا يحب الإنسان اطلاع غيره عليه ، وأيضا فكما أن الإنسان بسبب اللباس يزداد جماله وتتكامل قوته ، ويندفع عنه أذى الحر والبرد ، فكذا لباس الليل ، بسبب ما يحصل فيه من النوم ، يزيد في جمال الإنسان ، وفي طراوة أعضائه ، وفي تكامل قواه الحسية والحركية ، ويندفع عنه أذى التعب الجسماني ، وأذى الوساوس والأفكار الموحشة.
وجعل النهار وقت معاش ، يتردد فيه الناس لطلب معايشهم : وهي كل ما يعاش به من المطعم والمشرب وغير ذلك.
وبناء سبع سموات محكمات ، محكمة الخلق ، وثيقة البنيان ، وجعل الشمس سراجا منيرا مضيئا وقادا متلألئا ، وفي كل ذلك خير ونفع للإنسان. وإنزال الأمطار من السحب المحفلة بالماء ، فيحدث منها الغيث الذي يحيي الأرض بعد جدبها ، وينعش النفوس والأجسام بعد عنائها وتكدرها ، ويخرج به الحب للإنسان كالحنطة والشعير وغير ذلك ، والنبات للحيوان وهو ما تأكله الدواب من الحشيش ، وتوجد به البساتين والحدائق الغناء التي تلتف أغصانها بعضها ببعض لكثرة تشعبها ، وتزهو بالخضرة والنضرة والجمال ، والثمار والألوان ، والطعوم والروائح.