القسم بأشياء عظام على لعنة أصحاب الأخدود
(وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣) قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (٤) النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (٥) إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ (٦) وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (٧) وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٩))
الإعراب :
(وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ وَالسَّماءِ) : قسم ، وجوابه إما مقدر محذوف : وهو لتبعثن ، أو قوله تعالى : (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ). واختار أبو حيان أن يكون الجواب هو قوله تعالى : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) وحذفت اللام أي لقتل ، وحسن حذفها كما حسن في قوله : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) ثم قال : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) أي لقد أفلح من زكاها ، ويكون الجواب دليلا على لعنة الله على من فعل ذلك وطرده من رحمة الله ، وتنبيها لكفار قريش الذين يؤذون المؤمنين ليفتنوهم عن دينهم على أنهم ملعونون بجامع ما اشتركا فيه من تعذيب المؤمنين. وإذا كان (قُتِلَ) جوابا للقسم ، فهي جملة خبرية ، وقيل : دعاء ، فيكون الجواب غيرها (البحر المحيط : ٨ / ٤٥٠).
(وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) أي الموعود به ، وحذف للعلم به ، وإنما وجب هذا التقدير ، لأن (الْمَوْعُودِ) صفة لليوم ، ولا بد من أن يعود من الوصف إلى الموصوف ذكر.
(قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ ، النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ النَّارِ) : مجرور على البدل من (الْأُخْدُودِ) بدل الاشتمال.
البلاغة :
(وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) بينهما جناس اشتقاق.
(وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) تأكيد المدح بما يشبه الذم ، كأنه يقول : لا جرم لهم إلا إيمانهم بالله ، وهذه مفخرة عظمي.
(الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) صيغة مبالغة.