والنساء ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أفتّان أنت يا معاذ! ما كان يكفيك أن تقرأ ب (السَّماءِ وَالطَّارِقِ) ، (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) ونحوها؟».
القسم على أن لكل نفس حافظا من الملائكة يراقبها
وإثبات إمكان البعث
(وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (٢) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (٤) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (٧) إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (٨) يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (٩) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (١٠))
الإعراب :
(وَما أَدْراكَ) جملة (أَدْراكَ) خبر (ما). (مَا الطَّارِقُ) مبتدأ وخبر في محل المفعول الثاني لأدرى.
(إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ لَمَّا) بالتخفيف ، فتكون (لَمَّا) زائدة ، و (إِنْ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف ، أي إنه ، واللام فارقة ، أي إن كل نفس لعليها حافظ. وبالتشديد ، فتكون (إِنْ) بمعنى «ما» النافية ، و (لَمَّا) بمعنى «إلا» مثل : نشدتك الله لمّا فعلت ، أي إلا فعلت ، وتقديره : ما كل نفس إلا عليها حافظ.
(إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ ، يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) الهاء في (إِنَّهُ) إما أن تعود على الماء ، أي على رجع الماء إلى موضعه من الصلب لقادر ، وحينئذ ينصب (يَوْمَ) بتقدير : اذكر ؛ لأن رد الماء لا يكون في الآخرة ، وإما أن تعود على الإنسان ، أي على بعثه لقادر ، وهو الظاهر ، و (يَوْمَ) ظرف ، ولا يجوز أن يتعلق ب (رَجْعِهِ) لأن يؤدي إلى الفصل بين الصلة والموصول بخبر إن ، وهو قوله (لَقادِرٌ). وإنما يتعلق بفعل دلّ عليه قوله : (رَجْعِهِ) أي يرجعه يوم تبلى السرائر ، أو يتعلق بقوله : (لَقادِرٌ) والوجه الأول أوجه ؛ لأن الله قادر في جميع الأوقات ، فأي فائدة في تعيين هذا الوقت؟