ولو سلمنا أن كلمة (اسْمَ) ليست صلة زائدة ، فإن تسبيح اسمه ، أي تنزيهه عما لا يليق ، معناه بذاته تعالى وصفاته ، أو بأفعاله ، أو بأحكامه ، فإن العقائد الباطلة والمذاهب الفاسدة لم تنشأ إلا من هذه الفكرة ، وهي : هل الاسم نفس المسمى أم لا؟
٢ ـ وصف الله تعالى نفسه بصفات كمال ثلاث : هي أنه الذي خلق جميع الخلائق ، وجعلها متناسبة الأجزاء ، متناسقة التركيب ، وجعل الإنسان في أحسن تقويم.
وقدر لكل مخلوق ما يصلح له ، فهداه إليه وأرشده لسلوكه ، وعرّفه وجه الانتفاع به.
وأنبت العشب وأخرج النبات والزرع ، ثم صيّره باليا هشيما جافا أسود.
وهذه الأوصاف تدل على كمال القدرة الإلهية وتمام الحكمة والعلم.
٣ ـ بشر الله تعالى نبيه ببشارتين :
الأولى ـ أن يقرأ عليه جبريل الوحي بالقرآن ، وهو أمي لا يكتب ولا يقرأ ، فيحفظه ولا ينساه ، إلا ما شاء الله أن ينسى ، ولكنه لم ينس شيئا منه بعد نزول هذه الآية.
والثانية ـ التوفيق لأعمال الخير ، وتشريع الشريعة اليسرى ، وهي الحنيفية السمحة السهلة.
٤ ـ إن الله تعالى يعلم تمام العلم كل ما يجهر به الإنسان وهو الإعلان من القول والعمل ، وكل ما يخفيه ، وهو السر ، لذا شرع لعباده ما فيه الخير والمصلحة ، ورفع عنهم كل ما فيه مشقة وعسر ، وحماهم من كل ما فيه ضرر وشر ومفسدة.