إثبات قدرة الله تعالى على البعث وغيره والتذكير بأدلة ذلك
(أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (٢٠) فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (٢٤) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (٢٦))
الإعراب :
(كَيْفَ خُلِقَتْ كَيْفَ) حال مقدم من ضمير (خُلِقَتْ) ، والجملة بدل اشتمال من الإبل.
(لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ، إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ) قرئ (بِمُصَيْطِرٍ) على الأصل ، وقرئ بالصاد ، بإبدال السين صادا ، لتوافق الطاء في الاستعلاء والإطباق ، مثل (وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) [البقرة ٢ / ٢٤٧] وأصله : (بسطة) فأبدل من السين صادا ، لتوافق الطاء في الإطباق ، وكذلك قالوا : الصراط في السراط ، وصطر في سطر.
و (إِلَّا مَنْ تَوَلَّى) : في موضع نصب على استثناء من غير الجنس أي استثناء منقطع ، وقيل : هو استثناء من الجنس ، أي استثناء متصل ، وتقديره : إنما أنت مذكر الناس إلا من تولى وكفر.
(إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ) بتخفيف الباء ، آب يئوب إيابا ، نحو : قام يقوم مقاما ، وأصله : إوابا وقواما ، وقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها. وقرئ (إِيابَهُمْ) بتشديد الياء ، قال أبو الفتح ابن جني : يجوز أن يكون أراد : إوّابا ، إلا أنه قلبت الواو ياء استحسانا طلبا للخفة ، لا وجوبا ، مثل اجلوّذ اجلياذا ، وإن كان المشهور : اجلواذا.
البلاغة :
(فَذَكِّرْ مُذَكِّرٌ) بينهما جناس الاشتقاق ، وكذا بين (فَيُعَذِّبُهُ) و (الْعَذابَ).
(إِلَيْنا إِيابَهُمْ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) يوجد بينهما طباق في الحرف.