نعم الله تعالى على النبي محمد صلىاللهعليهوسلم
(وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (٣) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (٥) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (٧) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١))
الإعراب :
(وَالضُّحى) قسم ، وجواب القسم : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) والتوديع : مبالغة في الودع ؛ لأن من ودعك مفارقا فقد بالغ في تركك. وقرئ : (وَدَّعَكَ) أي تركك. و (ما قَلى) أي ما قلاك أي ما أبغضك ، فحذف الكاف وهي مفعول ، كما حذف الكاف التي هي المفعول من قوله : (فَآوى) أي فآواك ، وفي قوله : (فَأَغْنى) أي فأغناك ، والحذف للتخفيف كثير. وهنا حذفت المفاعيل رعاية للفواصل.
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ) دخلت اللام على «سوف» دون السين ؛ لأن «سوف» أشبهت الاسم ؛ لأنها على ثلاثة أحرف. ولما دخلت اللام عليها علم أنها لام قسم ، لا لام ابتداء ، لأن لام الابتداء لا تدخل على «سوف». و (يُعْطِيكَ) فعل متعد إلى مفعولين ، وحذف هنا أحدهما ، وتقديره : ولسوف يعطيك ربك ما تريده ، فترضى. وهو من الأفعال التي يجوز الاقتصار فيها على أحد المفعولين دون الآخرة ، فيجوز أن تقول في (أعطيت زيدا درهما) : (أعطيت زيدا).
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ وَأَمَّا السَّائِلَ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ الْيَتِيمَ) مفعول (تَقْهَرْ) ، و (السَّائِلَ) مفعول (تَنْهَرْ) ، والباء في (بِنِعْمَةِ) تتعلق ب (فَحَدِّثْ) والفاء في (فَلا تَقْهَرْ) ، و (فَلا تَنْهَرْ) ، و (فَحَدِّثْ) جواب (أَمَّا) في هذه المواضع ؛ لأن فيها معنى الشرط.
البلاغة :
(لَلْآخِرَةُ) و (الْأُولى) بينهما طباق أي بين الآخرة والدنيا.