٢ ـ من صفات المكذب بالجزاء الأخروي وقبائحه : زجر اليتيم وطرده ودفعه عن حقه وظلمه وقهره ، وترك الخير وعدم الحث أو عدم الأمر على إطعام الفقير والمسكين ، من أجل بخله وتكذيبه بالجزاء. وليس الذم عاما ، حتى يتناول من تركه عجزا ، ولكنهم كانوا يبخلون مع الغنى ، ويعتذرون لأنفسهم.
٣ ـ الويل ، أي العذاب والتهديد العظيم لمن فعل ثلاثة أمور : أحدها ـ السهو عن الصلاة ، وثانيها ـ فعل المراءاة ، وثالثها ـ منع الماعون.
وقد جمع المنافقون الأوصاف الثلاثة : ترك الصلاة ، والرياء ، والبخل بالمال.
والسهو عن الصلاة : تركها رأسا ، أو فعلها مع قلة المبالاة بها كما تقدم.
أما السهو في الصلاة فهو أمر غير اختياري ، فلا يدخل تحت التكليف. وقد ثبت أنه صلىاللهعليهوسلم سها في الصلاة ، وشرع سجود السهو لمن سها. وكذلك سها الصحابة.
وحقيقة الرياء : طلب ما في الدنيا بالعبادة ، وطلب المنزلة في قلوب الناس ، وللرياء أنواع ، وأولها : تحسين السّمت (الهيئة) مع إرادة الجاه وثناء الناس. وثانيها : لبس الثياب القصار أو الخشنة ، ليأخذ بذلك هيبة الزهد في الدنيا. وثالثها : الرياء بالقول بإظهار السخط على أهل الدنيا ، وإظهار الوعظ والتأسف على ما يفوته من فعل الخير والطاعة.
ورابعها : إظهار الصلاة والصدقة ، أو تحسين الصلاة لأجل رؤية الناس له (١).
__________________
(١) أحكام القرآن لابن العربي : ٤ / ١٩٧٢ ، تفسير القرطبي : ٢٠ / ٢١٢ ـ ٢١٣