الخاتمة
من أحكام الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة ، أي بالبداهة أن إنزال القرآن المجيد على نبي هذه الأمة الإسلامية قصد به العمل بكل ما جاء فيه من الأحكام والشرائع والعقائد والآداب والأخلاق والمواعظ ، وأنه لا يكفي المسلّم أو المسلمة مجرد قراءته أو تلاوته للتعبد والبركة ، وإنما للاستفادة بما جاء فيه ، فهو دستور الأمة ، ونظام حياة الفرد والجماعة ، والرعية والدولة.
والسائد في الوسط العلمي أنه لا يستغنى بتفسير قديم عن تفسير آخر ، لاختلاف مناهج المفسرين ، وامتياز كل تفسير بميزة لا تتوافر في الآخر ، فهذا في العقيدة ، وهذا في الأحكام ، وذاك في الآثار والروايات الكثيرة ، وآخر في التأويل بالمعقول أو في العلوم الكونية ، والكل يكمل بعضه بعضا ، أما في العصر الحديث فيصعب على كل مسلّم أو بيت اقتناء جميع التفاسير المطولة والمتوسطة والمختصرة ، فضلا عن عسر فهمها أحيانا ، وإطالتها ، واستطرادها في كثير من الأحوال لأمور بعيدة أو قريبة عن التفسير ، وينقصها جميعها التفسير الشامل الموضوعي للآيات ، لفهمها جملة واحدة ، بسبب عنايتها بالجزئيات والفرعيات ، دون وجود تصور متكامل أو عام فيها للآية أو لطائفة من الآيات ، وصعوبة إدراك مشتملات السورة وارتباط أجزائها ببعضها ، أو التعرف على موضوعها المقصود.
وكذلك يكثر السؤال في وقتنا عادة عن أحسن تفسير يعتمد عليه لمتوسط الثقافة ، فلا يكاد المرء يجد جوابا شافيا ؛ لأن القديم وعر المسالك ، والجديد فيه