النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقالوا : متى تقوم الساعة؟ استهزاء منهم ، فأنزل الله : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) إلى آخر السورة.
وأخرج الطبراني وابن جرير عن طارق بن شهاب قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت : (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها). وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة مثله (١).
المناسبة :
بعد بيان أدلة القدرة الإلهية على البعث والحشر والنشر ، من خلق السماء والأرض ، وإثبات إمكان الحشر عقلا ، أخبر الله تعالى بعد ذلك عن وقوعه فعلا ، وما يصحبه من أهوال ، وما يترتب عليه من انقسام الناس إلى فريقين : فريق في الجنة وفريق في السعير.
وبعد بيان البرهان العقلي على إمكان القيامة ، والإخبار عن وقوعها ، وذكر أحوالها العامة وأحوال الأشقياء والسعداء فيها ، أجاب الله تعالى عن تساؤل المشركين استهزاء وعنادا عن وقت حدوثها ، وأوضح أن علمها مفوض إلى الله تعالى ، وأن النبي صلىاللهعليهوسلم مبعوث للإنذار فقط ، وأن ما أنكروه سيرونه ، حتى كأنهم أبدا فيه ، وكأنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار ، ثم مضت.
التفسير والبيان :
(فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى ، يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى ، وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى) أي إذا حان وقت مجيئ الداهية العظمى التي تطم على سائر الطامات ، وهي يوم القيامة أو النفخة الثانية التي يكون معها البعث أو تسليم أهل الجنة إلى الجنة ، وأهل النار إلى النار ، وينسى الإنسان كل شيء قبلها في
__________________
(١) أسباب النزول للسيوطي بهامش تفسير الجلالين.